اضطراب تعاطي الموادّ المخدّرة (الإدمان) هو مرض مزمن وغالباً ما يعاود المدمن، وتسبقه مشاكل أخرى في أغلب الأحيان. وقد يدرك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي الموادّ المخدّرة “مشكلتهم”، ولكن ليس لديهم القدرة على التوقّف عن تعاطيها، حتّى وإن رغبوا بالأمر. ومع ذلك، بإمكانهم أن يتعافوا.
يعتقد الكثيرون أن الأشخاص الذين يدمنون المخدرات يفتقرون إلى المبادئ الأخلاقية أو الإرادة القويّة، وبالتالي يمكنهم التوقّف عن تعاطي المخدّرات بمجرّد أن يتّخذوا قراراً بذلك. ولكن في الواقع، إن إدمان المخدرات والكحول حالة مرضيّة معقدة. إنّ التغييرات التي تحصل في الدماغ تولّد لدى المدمن رغبة شديدة الحصول على المزيد. وتكشف الدراسات الخاصّة بتصوير الدماغ عن تغييرات تحصل في مناطق الدماغ التي تتعلّق بالحكم على الأشياء واتخاذ القرارات والتعلّم والذاكرة والتحكّم في السلوك. ومع مرور الوقت، يكتسب المدمنون قدرة تراكميّة على تحمّل هذه الموادّ، ممّا يعني أنّهم يحتاجون إلى كميّات أكبر من المادّة المخدّرة ليشعروا بتأثيراتها.
تؤثر معظم الموادّ المخدّرة على دائرة المكافأة في الدماغ، ممّا يحدث فيها النشوة ويغرقها بفيض من السعاة الكيميائيّة المعروفة بالدوبامين. ويحفزّنا أداء نظام المكافآت على تكرار السلوكيات اللازمة للنمو، مثل الأكل وقضاء الوقت مع من نحبّ. ويتسبب ارتفاع الدوبامين في دائرة المكافأة أيضًا في تعزيز السلوكيات الممتعة ولكن غير الصحية، مثل تعاطي المخدرات، ممّا يؤدي إلى قيام المدمن بتكرار هذا السلوك مرارًا. مع استمرار الشخص في تعاطي المخدرات، يتواءم الدماغ مع هذه المادّة ممّا يقلّص قدرة الخلايا في دائرة المكافأة على التأثّر بها والتفاعل معها. بالتالي يمكن أن تؤدي التغييرات التي تحصل في الدماغ إلى زيادة حاجة الشخص لتعاطي كميّة أكبر من المخدرات ليشعر بمفعولها، كما يؤدّي أيضًا إلى التقليل من قدرة الشخص على الاستمتاع بالأشياء التي كان يقوم بها عادة، كتناول الطعام أو الأنشطة الاجتماعية.
لا يمكن تحديد عامل واحد للتنبؤ بما إذا كان الشخص سيصبح مدمنًا على المخدرات، فاحتمال أن يصبح الشخص مدمناً يتأثّر بمجموعة من العوامل.
هذا وقد يتسبب الإدمان بمشاكل صحية وفي العمل، فضلاً عن مشاكل ماليّة وقانونيّة وكذلك مشاكل في العلاقات ومشاكل اجتماعية.
إبدأ تعافيك اليوم
0097444946000 تعامل المكالمات بسرية تامة